الأربعاء، 28 مارس 2012


بعض من اشعا درويش

كتبهامحمد عبيد ، في 16 أغسطس 2008 الساعة: 19:15 م

قصيدة / بطاقة هوية / من ديوانه أوراق الزيتون عام 1974 سجِّل!
أنا عربي
ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ
وأطفالي ثمانيةٌ
وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ!
فهلْ تغضبْ؟
سجِّلْ!
أنا عربي
وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ
وأطفالي ثمانيةٌ
أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ،
والأثوابَ والدفترْ
من الصخرِ
ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ
ولا أصغرْ
أمامَ بلاطِ أعتابكْ
فهل تغضب؟
سجل!
أنا عربي
أنا إسمٌ بلا لقبِ
صبورٌ في بلادٍ كلُّ ما فيها
يعيشُ بفورةِ الغضبِ
جذوري…
قبلَ ميلادِ الزمانِ رستْ
وقبلَ تفتّحِ الحقبِ
وقبلَ السّروِ والزيتونِ
.. وقبلَ ترعرعِ العشبِ
أبي.. من أسرةِ المحراثِ
لا من سادةٍ نجبِ
وجدّي كانَ فلاحاً
بلا حسبٍ.. ولا نسبِ!
يعلّمني شموخَ الشمسِ قبلَ قراءةِ الكتبِ
وبيتي كوخُ ناطورٍ
منَ الأعوادِ والقصبِ
فهل ترضيكَ منزلتي؟
أنا إسمٌ بلا لقبِ!
سجل!
أنا عربي
ولونُ الشعرِ.. فحميٌّ
ولونُ العينِ.. بنيٌّ
وميزاتي:
على رأسي عقالٌ فوقَ كوفيّه
وكفّي صلبةٌ كالصخرِ
تخمشُ من يلامسَها
وعنواني:
أنا من قريةٍ عزلاءَ منسيّهْ
شوارعُها بلا أسماء
وكلُّ رجالها في الحقلِ والمحجرْ
فهل تغضبْ؟
سجِّل
أنا عربي
سلبتَ كرومَ أجدادي
وأرضاً كنتُ أفلحُها
أنا وجميعُ أولادي
ولم تتركْ لنا.. ولكلِّ أحفادي
سوى هذي الصخورِ..
فهل ستأخذُها
حكومتكمْ.. كما قيلا؟!!
إذن!
سجِّل.. برأسِ الصفحةِ الأولى
أنا لا أكرهُ الناسَ
ولا أسطو على أحدٍ
ولكنّي.. إذا ما جعتُ
آكلُ لحمَ مغتصبي
حذارِ.. حذارِ.. من جوعي
ومن غضبي!!
__________
 
 
الزنبقات السود في قلبي
و في شفتي … اللهب
من أي غاب جئتي
يا كل صلبان الغضب ؟
بايعت أحزاني ..
و صافحت التشرد و السغب
غضب يدي ..
غضب فمي ..
و دماء أوردتي عصير من غضب !
يا قارئي !
لا ترج مني الهمس !
لا ترج الطرب
هذا عذابي ..
ضربة في الرمل طائشة
و أخرى في السحب !
حسبي بأني غاضب
و النار أولها غضب !
 
 
________
 
 
قصيدة / تحدٍ/ من ديوانه عاشق في فلسطين عام 1966 شُدّوا وثاقي
وامنعوا عني الدفاتر
والسجائرْ
وضعوا الترابَ على فمي
فالشعر دمُّ القلب…
ملح الخبز…
ماءُ العين
يكتب بالأظافر
والمحاجر
والخناجر

سأقولها
في غرفة التوقيف…
في الحمام…
في الإسطبل…
تحت السوط…
تحت القيد…
في عنف السلاسل:
مليون عصفور
على أغصان قلبي
يخلق اللحن المقاتل
 
 
حملت صوتك في قلبي و أوردتي
فما عليك إذا فارقت معركتي
أطعمت للريح أبياتي وزخرفها
إن لم تكن كسيوف النار قافيتي
آمنت بالحرف .. إما ميتا عدما
أو ناصبا لعدوي حبل مشنقة
آمنت بالحرف .. نارا لا يضير إذا
كنت الرماد أنا أو كان طاغيتي !
فإن سقطت .. و كفى رافع علمي
سيكتب الناس فوق القبر :
لم يمت
 
 
 
برقية من السجن
 
رقم القصيدة : 64771
نوع القصيدة : فصحى
ملف صوتي: لا يوجد
 
من آخر السجن، طارت كفّ أشعاري
تشد أيديكم ريحا ..على نار
أنا هنا، ووراء السور، أشجاري
تطوّع الجبل المغرور.. أشجاري
مذ جئت أدفع مهر الحرف، ما ارتفعت
غير النجوم على أسلاك أسواري
أقول للمحكم الأصفاد حول يدي:
هذي أساور أشعاري و إصراري
في حجم مجدكم نعلي، و قيد يدي
في طول عمركم المجدول بالعار:
أقول للناس ،للأحباب: نحن هنا
أسرى محبتكم في الموكب الساري
في اليوم، أكبر عاما في هوى وطني
فعانقوني عناق الريح للنار
المناديل
 
كمقابر الشهداء صمتك
و الطريق إلى امتداد
ويداك… أذكر طائرين
يحوّمان على فؤادي
فدعي مخاص البرق
للأفق المعبّأ بالسواد
و توقّعي قبلا مدماة
و يوما دون زاد
و تعودي ما دمت لي
موتي …و أحزان البعاد!
كفنّ مناديل الوداع
و خفق ريح في الرماد
ما لوّحت، إلاّ ودم سال
في أغوار واد
وبكى، لصوت ما، حنين
في شراع السندباد
ردّي، سألتك، شهقة المنديل
مزمارا ينادي..
فرحي بأن ألقاك وعدا
كان يكبر في بعادي
ما لي سوى عينيك، لا تبكي
على موت معاد
لا تستعيري من مناديلي
أناشيد الوداد
أرجوك! لفيها ضمادا
حول جرح في بلادي
يقول عن نفسه فى قصيدة ( الصهيل الأخير )…. هذه كل خلاياي
و هذا عسلي ،
و تنام الأمنية .
في دروبي الضيقة
ساحة خالية ،
نسر مريض ،
وردة محترفة
حلمي كان بسيطا
واضحا كالمشنقه :
أن أقول الأغنية .

 
 
 
قصيدة /عن الصمود / من ديوانه أوراق الزيتون عام 1974: -1-
لو يذكرُ الزيتون غارسَهُ
لصار الزيت دمعا!
يا حكمة الأجداد
لو من لحمنا نعطيك درعا!
لكنَّ سهل الريح،
لا يعطي عبيد الريح زرعا!
فالام نصحي السمع للخطباء
والنيران جوعا؟
إنّا سنقلع بالرموش
الشوك والأحزانَ… قلعا!
وإلام نحمل عارنا وصليبنا!
والكونُ يسعى…
سنظل في الزيتون خُضرتَه،
وحولَ الأرضِ درعا!!
-2-
إنا نحبُّ الوردَ،
لكنّا نحبُّ القمحَ أكثرْ
ونحبُّ عطر الورد،
لكن السنابل منه أطهرْ
فاحموا سنابلكم من الإعصار
بالصدر المسَمَّرْ
هاتوا السياج من الصدور…
من الصدور، فكيف يكسرْ؟؟
النار تلتهم الحقول الضارعات
وأنت تسهر!
اقبض على عنق السنابل
مثلما عانقتَ خنجرْ!
الأرض، والفلاح، والإصرار،
قل لي: كيف تقهرْ…
هذي الأقاليم الثلاثة،
كيف تقهرْ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق